موضوع: 31-الاسد.... الأربعاء سبتمبر 07, 2016 10:54 pm
الاسد ملك الغابة
الأسود حيوانات اجتماعية من الفصيلة السِّنَّورية، وتركيبة جسم الأسد مهيأة لتمنحه القوة أكثر من السرعة. يزن الذكر ما بين 160 الى 180 كجم، وبعضها يصل وزنها الى 230 كجم، ويبلغ طول الذكر من قمة الأنف الى مؤخرة الذيل حوالي ثلاثة أمتار، ويبلغ ارتفاع معظمها عند الذراع حوالي المتر الواحد. أما اللبؤة (الأنثى) فوزنها أقل من الذكر وتزن حوالي 110 الى 140 كجم، وأقصر من الذكر بحوالي 30 سم.
تتميز ذكور الأسود بأنها الحيوانات الوحيدة في فصيلة السنوريات بأن لها لِبَدة، وهي كتلة من الشعر الطويل الكثيف تغطي الرقبة والرأس فيماعدا الوجه ويمتد الى الصدر والأذرع. ويكتمل نمو اللبدة في السنة الخامسة من عمر الأسد، وقد يكون لونها أشقر أو بني أو أسود، والغالبية لها خليط من تلك الألوان. ولون فرو الأسد أصفر الى بني، وهو نموذجياً للاختباء حيث أنه يشبه لون أعشاب اليابسة، ولون الشعر خلف الأذنين وخصلة الشعر في طرف الذيل أسود.
تمتاز أذرع الأسد وأرجله الأمامية بعضلاتها التي تكسب الأسد قوة الانقضاض على الفريسة بطرحها أرضاً. كفوف الأسد ضخمة بها مخالب معقوفة تساعد على الامساك بالفريسة والتعلق بها. وفي الأوقات التي لا يلزم فيها استخدام المخالب فإنه يتم ارجاعها الى داخل غشاء الكف، وهذا من شأنه المحافظة على ابقاء المخالب حادة.
للأسد عدد 30 سناً وتستخدم الأنياب الأربعة الكبيرة المدببة في الامساك بالفريسة وقتلها وتمزيق لحمها. أما أسنان الخد التي تسمى القواطع، فتقوم بقطع الجلد وقطع الأوتار التي تربط عضلات لحم الفريسة بعظامها. ولا يملك الأسد أسناناً مناسبة للمضغ، ولذلك فانه يبلع الطعام على هيئة كتل لحم كبيرة.
انثى الاسد اللبوءة
عندما تبلغ اللبؤة عند عمر 3 – 4 سنوات فانها تتزاوج مع ذكور القطيع، وتمكث فترة الحمل 3.5 شهور، بعدها تضع أشبالها في دغل، وتولد الأشبال ضعيفة البنية، وتزن 1.5 كجم، وتنقل الأم أشبالها واحداً في كل مرة، وقد تفترس الضباع والفهود الأشبال أثناء وجود الأم في الصيد بعيداً عنها. وتتزاوج الأسود مع النمور في الأسر
تزاوج الأسود
تعيش الأشبال في البداية على الحليب، وعندما يبلغ عمرها شهر ونصف تقودها الأم الى جثة حيوان كانت قد قتلته ليكون الوجبة اللحمية الأولى لأشبالها. ولا تلد اللبؤة مرة أخرى حتى يصبح عمر الأشبال 18 – 24 شهراً وتصبح قادرة على الصيد بنفسها. وقد تتخلى الأم في بعض الأحيان عن أشبالها. وعندما يصبح الغذاء نادراً فانها تأكل وتترك اشبالها تجوع، ويبقى على قيد الحياة نصف الأشبال تقريباً.
تفضل الأسود حيوانات حمار الوحش الضخم وأنواع من وحيد القرن والجواميس والخنازير البرية ودجاج الوادي، وأي شئ آخر تصطاده، كذلك تتغذى بالحيوانات التي تنفق (تموت) بسبب المرض.
يستطيع الأسد أن يأكل 35 كجم من اللحوم في وجبة واحدة. يقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها الى مكان ظليل، ويمكنه أن يسحب حماراً وحشياً يزن 270 كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال، ويأكل أفراد القطيع في مجموعات ويصاحب ذلك زمجرة ودمدمة، وكل فرد يحاول الحصول على نصيب كبير من اللحوم.
والامساك بحيوان كبير ليس بأمر سهل على الأسد، حيث أن معظم الحيوانات التي يود افتراسها أسرع منه. وتصل سرعة الأسد الى 55 كم في الساعة، لذلك فانه يتحتم على الأسد مباغتة فريسته، عن طريق التسلل والتحرك ببطء، وعندما يكون على مقربة 15 متراً من الفريسة فانه يندفع الى الأمام ويمسك بردفها أو رأسها أو طرفها ويطرحها أرضاً، ومن ثم يقبض على حنجرتها بفمه فيخنقها.
ويصطاد الأسد في الغالب ليلاً ، حيث حباه الله ما يعينه على القيام بذلك، حيث تمكنه عيناه الملونتان من الرؤية في الظلام، وكذلك له حواس شم وسمع قوية. وفي بعض الأحيان تقوم مجموعة من الأسود بالصيد معاً، حيث يكمن بعضها، ويحيط البعض الآخر بالفريسة ويطاردها باتجاه الأسود الكامنة بين الحشائش الطويلة. وفي العادة تترك الذكور للاناث مهمة الصيد، ولكنها تقوم بقتل الفريسة بنفسها عندما تجدها، ويتعلم الأشبال الصيد من خلال المراقبة.
كيف تعيش الأسود
سوف تلاحظ أحيانا ، ما يوصف به الأسد بأنه " ملك الغابة " ، وفي الواقع لا يعيش الأسد في مناطق الغابات الكثيفة ، ولكن في الغابات المفتوحة ، ذات الأشجار المتناثرة والتي يسميها الجغرافيون بالسافانا . ويعيش في السافانا الأفريقية ، معظم الحيوانات الكبيرة مثل الحمار المخطط ( حمار الوحش ) وهى الفريسة المفضلة للأسد ويعمل لونه الأغبر على إخفائه جيداً في هذه الغابات المفتوحة ، فيبقى غير مرئي ، منتظراً فريسته بين الحشائش الجافة ، والنباتات الصغيرة .
وتعيش الأسود في مجاميع صغيرة ، تتكون أحيانا من أسرة بأشبالها لا يزيد عادة على أربعة أو خمسة .
وتخلد الأسود إلى الراحة أثناء النهار ، فتبقى الذكورممدة بتراخ في ظل شجرة ، أو تتمطى متحركة في بطء شديد ، لكي تضع نفسها من جديد في الظل ، نتيجة لحركة الشمس وتلعب الأشبال مقلدة صغار القطط ، فتداعب الأحجار ، أو الأغصان ، أو ذيول آبائها .
وعندما يحل المساء ، سرعان ما تتغير هذه الصورة الهادئة ، إذ يخرج الأسد للبحث عن فريسته ، وربما ظل أيضاً بالقرب من مصدر للماء في انتظار الحيوانات العطشى
، أو يحاول الاقتراب خلسة من قطيع ، زاحفاً بحرص فوق الريح ، ليتجنب أن تزكم رائحته أنوفها . أن تهديد الأسد لفريسته ، وإمهالها بعض الوقت أثناء مطاردتها ، لا مر جدير بالاعتبار .
السلوك الإجتماعي
الأسود حيوانات لاحمة تعيش في مجموعات تسمّى زمراً (مفردها زمرة)، وتتألّف الزمرة من الإناث ذوات القربى وأشبالها بالإضافة إلى ذكر أو ذكرين (أخوين في الغالب) والتي تقتضدي مهمتهما بإخصاب الإناث و حماية حوز الزمرة .كان يعتقد أن الإناث هي وحدها التي تقوم بعمليّة الصيد، أما الأن فأصبح يعرف أن الذكور تشارك في الصيد أيضاً، فجميع الذكور العازبة التي لم تسيطر على زمرة خاصة بها تصطاد بوتيرةٍ منتظمة، وحتى الذكور المسيطرة تبقى تشارك في الصيد أحياناً إلا أن نسبة مشاركتها تختلف حسب شكل الأرض التي تقطنها وحسب نوعيّة الطرائد المتوافرةفيبدو أن الذكور في المناطق الحرجيّة تصطاد لنفسها بشكلٍ أكبر من الذكور القاطنة في السهول المفتوحة، كما يبدو أن الذكور تفضّل الطرائد الكبييرة الحجم كالجواميس بينما تفضّل الإناث الطرائد الأصغر حجماً كحمير الزرد و النّو الموشّح، و بغض النظر عمّن يقتل الطريدة فإن الذكر هو دائماً من يأكل أولاً ثم يليه باقي أفراد الزمرة يدافع الذكور و الإناث عن الزمرة ضدّ أي خطر خارجي و ضدّ الدخلاء، فيعرف أن الذكور لا تتحمّل وجود أي ذكر غريب في حوزها كما أن الإناث لا تتحمّل وجود أي أنثى غريبة.تطرد الذكور اليافعة من الزمرة عندما تبلغ النضوج الجنسي (أو قد تغادر بنفسها يعتقد أن السبب الذي يجعل ذكور الأسود عدائيّة جدّاً تجاه غيرها من الذكور و المفترسات الأخرى، كالضباع والكلاب البريّة والفهود، هو إشتباكها بشكلٍ مستمرّ في معارك عنيفة أكثر من غيرها من السنّوريّات الكبيرة. عندما يقوم ذكر جديد (أو تحالف من الذكور) بالإستيلاء على زمرة وإطاحة الذكر المسيطر السابق، فإنهم غالباً ما يقومون بقتل الأشبال المتبقية ويفسّر هذا الأمر بأنّ الإناث لا تكون متقبلة للتزاوج حتى تكبر أشبالها أو تنفق
تبلغ ذكور الأسود النضج الجنسي بحلول عامها الثالث، وتصبح قادرة على الإستيلاء على زمرة خاصة لها بحلول عامها الرابع أو الخامس وتبدأ بالشيوخ عندما تبلغ العام الثامن، مما يترك في هذا الوقت فرصة ضئيلة لأشبالها بالنضوج، لذلك يجب عليها أن تبدأ بالتناسل حينما تسيطر على زمرة خاصة بها. قد تدافع الأنثى عن أشبالها أي أشبال الذكر المهزوم ضدّ الذكور الجديدة لكن قلّما تكون هذه المحاولة ناجحة.
الأسد وفريسته
تصيد الأسود عادة الحيوانات الكبيرة . ويعتبر الحمار المخطط Zebra والتيتل Antelope من الفرائس المفضلة . وقد يهاجم أسد جائع ، جاموسة الكاب الضخمة .وتتلخص طريقة الصيد العادية ، في التمدد والترقب ، أو الزحف بالقرب من الفريسة يعقبه اندفاع مفاجئ ، عليها .
الأسد والإنسان
ليست الأسود خطيرة بوجه عام على الإنسان . إلا إذا استثيرت أو أصيب بجرح . وهي مثل غالبية القطط ، شديدة الفضول . وربما ذهبت إلى حد المخيمات في غابة بإفريقيا ،لكي تستكشفه ، ثم تنسحب في هدوء تام ، ويمكن قيادة سيارة في الحدائق العامة بالقرب من الأسود .مع التوقف لمشاهدتها وتصويرها . وعلى الرغم من المنع البات للزائرين من مغادرة السيارة ، فإن الحيوانات نادراً ما تبدي علامات الغضب ، إذا اقتربوا منها .
والأسد أكثر القطط الكبيرة قابلية للاستئناس ، وهناك أمثلة عديدة لاسود كاملة النمو ، أمكن الاحتفاظ بها ، وتربيتها مثل الكلاب . ويقدم السيرك دائماً ألعابا للأسود، يقوم بها مدربون يتحكمون فيها ، بشيء قليل من الصعوبة.
الهجوم على الإنسان
قد يهاجم أسداً جائعاً إنساناً في بعض الأحيان إن مرّ بقربه، لكن بعض الأسود (خاصةً الذكور) يبدو بأنها تعتبر الإنسان فريسةً محتملة لها. من أبرز حالات إفتراس الإنسان لدى الأسود حالة أسود "تسافو" أكلة الإنسان و أسود "مفويّ" ، وفي كلتا الحالتين ذكر صيادي هذه الأسود أنها كانت قد إبتدعت مهنة إفتراس الإنسان لفترة طويلة. لوحظ أن حالتيّ أسود "تسافو" و "مفويّ" تتشابه في بعض الجهات، فكلا الأسود في الحالتين كانو أكبر من المعتاد
ويفتقدون اللبدة ويعانون من تسوّس الأسنان، وقد شكّ البعض بأن هذه الأسود قد تكون نوعاً جديداً غير معرّف من الأسود أو أنها ذكور كبيرة في السن لا تقوى على صيد فرائس طبيعيّة لها.كما سجلت بعض حالات الهجوم على الإنسان في الأسر.
حياة الأسرة
ليس لحياة أسرة الأسد مثيل في المملكة الحيوانية ، إذا تشارك الأسد اللبؤة الحياة لسنين وربما العمر كله ، وقد يفترقان لفترات مؤقتة ، خارج فصل التزاوج . وتولد الأشبال في عرين من الأعشاب الكثيفة ، ويولد فيها اثنان أو ثلاثة في المرة الواحدة . وإن كانت هناك تسجيلات لستة في بطن واحدة .
ويختلف لون الأشبال عن الأب والأم ، فهي ليست بنية غبراء ، وإنما منقطة كالفهود الصغيرة . وأحياناً تعيش أكثر من أسرة معاً ،
وتقوم لبؤة واحدة بحراسة كل الأشبال ، وليس أشبالها فقط . وتبدأ الأشبال المشي بعد حوالي شهرين ، وترضعها الأم ، حتى يصبح عمرها ستة شهور ، ثم تعلمّها الصيد بعد ذلك .ويماثل حجم الشبل ، الكلب الكبير بعد مرور سنة ، ولكنة لا يصبح بالغاً ، قبل أن يصل عمره ست أو سبع سنوات.