الإعجاز العلمى فى السنة فى علوم الأرض والفلك
طلوع الشمس من مغربها
رواه البخاري كتاب تفسير القران ، حديث رقم 4296
حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا ابو زرعة حدثنا ابو هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لاتقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس أمن من عليها فذاك ( حين لا ينفع نفسا إيامنها لمن تكن أمنت ومن قبل) روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال في العلامات الكبري للساعة : إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها أو الدابة على الناس ضحى فأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها - صحيح مسلم
وكان أعداء الإسلام من الدهريين عرباً وعجماً ومستشرقين يستبعدون طلوع الشمس من مغربها قائلين إن الشمس منذ أن أدركها الإنسان وهي تطلع عليه من المشرق وتغيب في المغرب ، وكانوا لا يتخيلون قوة على وجه الأرض أو في صفحة الكون يمكنها إحداث مثل ذلك التغيير الهائل في شروق الشمس وغروبها.
ولكن منذ سنوات قليلة بدأ علماء الارض في استقراء مناخات الأرض في الأزمنة الغابرة كما هي مدونة في جذوع النباتات ، وفي هياكل الحيوانات ، وفي رسوبيات كتل الجليد التي زحفت علي اليابسة من قطبي الارض ، ومن قمم الجبال ، وفي مختلف أنواع الرسوبيات البحرية والقارية ، وفي بقية صخور الأرض وما تحتويه من بقايا الحياة خاصة حبوب اللقاح الخاصة بالنباتات والتي تحفظ بأعداد هائلة في كافة الرسوبيات والصخور الرسوبية ، وتكثر بشكل واضح في رسوبيات البحيرات ودالات الأنهار وشواطئ البحار ،وكثيراً ما يقطع تلك السوبيات أسطح جفاف إنحسرت عنها المياه لتراجع البحار أو ندرة الأمطار ، وتحتفظ تلك الاسطح بمعادن تعكس صورة كاملة عن تركيب كل من الغلافين الغازي والمائي المحيطين بالأرض ، ودرجة حرارة كل منهما ، ودرجة حموضته وكل من الحلقات السنوية في سيقان النباتات، وخطوط النمو في هياكل الحيوانات تمثل سجلاً رائعاً للتغيرات المناخية التي تدون فوراً وبدقة بالغة في كل منهما وفي دراسة حديثة للتغيرات المناخية كما هي مدونة على الحلقات السنوية في جذوع النباتات اتضح أن كل حلقة من تلك الحلقات السنوية مكونة من أعداد كثيرة من الحلقات تمثل الفصول المناخية الأربع ( الربيع ، والصيف ، والخريف والشتاء ) وشهور السنة الإثني عشر ،وهي شهور قمرية ، وعدد الأسابيع في كل شهر قمري ، والأيام السبع من كل أسبوع ،والليل والنهار في كل يوم وفي غمار هذا البحث لاحظ الدارسون زيادة عدد أيام السنة مع زيادة تقادمها ، وأدركوا أن التفسير الوحيد لتلك الزيادة في عدد أيام السنة مع تقادم الزمن هو تزايد سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ، هذه السرعة التي تزيد من عدد كل من الأيام والاسابيع في السنة ، وتقصر من طول اليوم (بليله ونهاره) مع بقاء عدد الفصول والشهور في السنة ثابتاً وبرسم أعداد كبيرة للمنحنيات الدالة علي عدد أيام السنة في العصور الجيولوجية المختلفة مع الزمن اتضح أن عدد أيام السنة عند بدء خلق الارض كان أكثر من الفي يوم ، وأن طول الليل والنهار معا كان أقل من اربع ساعات ، ويعجب الإنسان من هذه الإشارة القرآنية المبهرة الي تلك الحقيقة الكونية الثابتة من قبل ألف وأربعمائة من السنين ، والإنسان لم يصل إلي إدراك شئ عنها إلي في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى : إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الأعراف : 54 وقد أتضح هذا التناقص المستمر في سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس من دراسة خطوط النمو في هياكل العديد من الحيوانات مثل الشعاب المرجانية القديمة ، وبقاياها في صخور العصور الجيولوجية المتقدمة ، وقد فسر هذا التناقص المستمر في سرعة دوران الأرض حول محورها بالاحتكاك الناتج عن عملية المد والجذر ، وهبوب الرياح في الإتجاه المعاكس لإتجاه الدوران وكلاهما يعلم عمل الكابح (الفرامل) الذي يبطئ من سرعة دوران الارض حول محورها جزءاً من الثانية في كل قرن من الزمن وبرسم منحنيات مستقبلية لعملية تباطؤ سرعة دوران الأرض حول محورها اتضح انه لابد لتلك العملية من أن تجبر الأرض علي تغيير إتجاه دورانها الحالي (من الغرب إلي الشرق فتبدو الشمس طالعة من الشرق ، وغائبة في الغرب) إلى أن تدور بعكس أتجاهها الحالي فيصبح دورانها من الشرق إلى الغرب فتطلع الشمس من مغربها وهذا من العلامات الكبرى للساعة ومن نبوءات المصطفى صلى الله عليه و سلم التي كان كثير من أعداء الإسلام يستبعدون حدوثها ، فإذا بالعلوم الكونية تثبت إمكانية بل حتمية حدوثها وهنا يلزم التنبيه إلى أن الاخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا ، ولكن من رحمة الله بنا أن يبقي لنا في سنن الدنيا وشواهدها المادية ما يؤكد على إمكانية حدوث الأخرة بكل مقدماتها وعلاماتها والظواهر المصاحبة لها ، فلا يجوز لعاقل أن يتصور إمكانية حساب وقت طلوع الشمس من مغربها بواسطة معرفة معدلات تباطؤ سرعة دوران الأرض حول محورها ، لأن وقوع الأخرة أمر إلهي لا يحتاج إلى سنن أو ظواهر أو تباطؤ في معدلات حركة الأرض ، وصدق الله العظيم إذ يقول
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ الأعراف : 187 وصلي الله وسلم وبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أخبرنا عن حتمية طلوع الشمس من مغربها كإحدى العلامات الكبرى للساعة ، وذلك من قبل ألف وأربعمائة سنة ، ثم تأتي العلوم الكونية باستقراء ذلك حقيقة مدونة من أحافير الحيوانات والنباتات ، و هياكل الأحياء منها ، وذلك منذ عشرات قليلة من السنين ، ولا يمكن لعاقل أن يتخيل مصدرا لتلك المعلومة الكونية المستقبلية من قبل أربعة عشر قرناً غير وحي الله الخالق الذي أنعم الله تعالى به علي خاتم أنبيائه ورسله ، وخيرته من خلقه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين
الأرضين السبع
يروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقواله
أولاً : "من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين" - أخرجه البخاري
ثانياً : "من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين" - رواه البخاري
ثالثاً : "من أخذ شيئاً من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع ارضين" - رواه أحمد في مسنده
رابعاً : "من اخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين" - رواه البخاري في صحيحه
خامساً : "من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين" - رواه البخاري ـ ورواه أحمد
الأحاديث النبوية الشريفة في النهي عن الظلم كثيرة ،ولكن الأحاديث الخمسة المشار إليها أنفا تركز علي الارضين السبع ، وقد حار الناس في فهم دلالة تلك الإشارة الكونية، وكثرت تساؤلاتهم..
هل الأرضين السبع هي سبع كواكب منفصلة من مثل ارضنا لكل أرض منها سماؤها؟ خاصة وأن اعداد الكواكب في الجزء المدرك من السماء الدنيا كثيرة، وقد بدأت البحوث الفلكية من اكتشاف اعداد منها علي الرغم من صعوبة ذلك
هل هي من كواكب المجموعة الشمسية كما كان يظن إلي عهد قريب قبل أن يصل عدد المكتشف منها إلي احد عشر كوكباً
أم هي سبع نطق في ارضنا التي نحيا عليها يغلف الخارج منها الداخل فيها ، وتتطابق حول مركز واحد؟
والأحاديث النبوية الشريفة المشار إليها انفاً تؤيد التصور الأخير الذي اثبتته الدراسات الفيزيائية لتركيب الارض الداخلي علي النحو التالي
لب الارض الصلب
وهو عبارة عن نواة صلبة من الحديد ( 90% ) والنيكل ( 9 %) مع قليل من العناصر الخفيفة من مثل الكربون , والفوسفور ، والكبريت ، والسيليكون ، والأكسيجين ( 1%) ، وهو تركيب قريب من تركيب النيازك الحديدية مع زيادة واضحة في نسبة الحديد ، ويبلغ قطر هذه النواة حالياً حوالي ( 2402) كيلومتراً
وتقدر كثافتها بحوالي10الى 13.5 جرام للسنتيمتر المكعب وذلك لأن متوسط كثافة صخور القشرة الأرضية هو 2.7 الى 3 جرام للسنتيمتر المكعب ومتوسط كثافة الارض ككل هو 5.5 جرام للسنتيمتر المكعب
نطاق لب الارض السائل-الخارجي
وهو نطاق سائل تقريباً ، يحيط باللب الصلب ، وله نفس تركيبة الكيميائي تقريباً ولكنه في حالة انصهار ، ويقدر سمكه بحوالي ( 2275 ) كيلومتراً ، ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها ( 450 ) كيلومترا تعتبر الجزء الاسفل من هذا النطاق الذي يمثل الارض السادسة . ويكون كل من اللب الصلب والسائل حوالي 31% من كتلة الأرض
النطاق الأسفل من وشاح الأرض-الوشاح السفلي
وهو نطاق صلب يحيط بلب الأرض السائل ، ويبلغ سمكه حوالي ( 2215 ) كيلومتراً ( من عمق 670 كم إلي عمق 2885 كم) ويفصله عن الوشاح الاوسط ( الذي يعلوه ) مستوي انقطاع للموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل ، ويعتبر هذا النطاق الارض الخامسة
النطاق الأوسط من وشاح الارض-الوشاح الاوسط
وهو نطاق صلب يبلغ سمكه حوالي (270) كيلومترا ويحدث من أعلى وأسفل مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية يقع أحدهما علي عمق ( 670 ) كيلومتراً ( ويفصله عن الوشاح الأسفل)، ويقع الاخر علي عمق ( 400 ) كيلومترا تحت سطح الارض ، ويفصله عن الوشاح الأعلي ، ويمثل هذا النطاق الارض الرابعة
النطاق الأعلي من وشاح الارض-الوشاح العلوي
وهو نطاق لدن ، شبه منصهر عالي الكثافة واللزوجة ، تبلغ نسبة الإنصهار فيه حوالي (1%) ولذلك فإنه يعرف باسم نطاق الضعف الارضي ، ويمتد بين عمق ( 65 الى 120 ) كيلومترا ، وعمق ( 400 ) كيلومترا تحت سطح الأرض ، ولذلك يتراوح سمكه بين (335) و (380) كيلومترا ، ويعتبر هذا النطاق الأرض الثالثة
النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض
ويتراوح سمكه بين (40) ، (60) كيلومترا وبين أعماق (60 الى 80 كيلومتراً) و (120) كيلومترا تحت سطح الأرض ،ويحده من أسفل الحد العلوي لنطاق الضعف الأرضي ،ومن أعلي خط انقطاع الموجات الاهتزازية المعروفة باسم ( الموهو ) ، ويمثل هذا النطاق الارض الثانية
النطاق العلوي من الغلاف الصخري للارض-قشرة الارض
ويتراوح سمكه بين ( 5 ، 8 ) كيلو مترات تحت قيعان البحر والمحيطات وبين ( 60 ، 80 ) كيلومترا في المتوسط تحت القارات، ويتكون غالباً من الصخور الجرانيتية المغطاة بسمك رقيق من التتابعات الرسوبية والتربة ، ويغلب علي تركيبها العناصر الخفيفة في كتل القارات ، والصخور القاعدية وفوق القاعدية وبعض الرسوبيات في قيعان البحار والمحيطات ، وتعتبر قشرة الارض هي الأرض الأولي
هذا التفسير يتطابق مع أحاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم المذكورة في مطلع هذه الكلمة ، خاصة حينما يذكر التعبير المعجز ( خسف به يوم القيامة الي سبع ارضين) مما يشير إلي تطابق تلك الأرضين حول مركز واحد ، ويدعمه قول الحق تبارك وتعالي في سورة إبراهيم عقب الأيات المحذورة من الظلم والتي اشرنا إليها في الاسطر السابقة يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ إبراهيم :48
وقوله عزمن قائل في ختام سورة الطلاق اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً - الطلاق: 12
وقوله ( سبحانه وتعالي ) في سورة الملك الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ {3} ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ {4} الملك : 3 ، 4
وطباقاً هنا معناها متطابقة حول مركز واحد ، يغلف الخارج منها الداخل فيها ، وليست طباقاً بمعني طبقات بعضها فوق بعض بهيئة افقية كما تصورها البعض من قبل ورحم الله الي قاعي الذي قال : طباقا أي ذات طباق ، بحيث يكون كل جزء منها مطابقا للجزء من الأخري ، ولا يكون جزء منها خارجا عن ذلك ، وهي لا تكون كذلك الا ان تكون الارض كروية ، والسماء الدنيا محيطة بها إحاطة قشر البيضة من جميع الجوانب ، والسماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا ، وهكذا إلى أن يكون العرش محيطاً بالكل ، والكرسي الذي هو أقربها بالنسبة إليها كحلقة في فلاة ، فما ظنك بما تحته وكل سماء من التي فوقها بهذه النسبة ،وقد قرر أهل الهيئة أنها كذلك وليس في الشرع ما يخالفه ، بل ظاهرة يوافقه
________________________________________
المراجع
الإعجاز العلمى في السنة النبوية للدكتور : زغلول النجار- أستاذ علم الأرض و زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم
ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله
هذا النص المعجز من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء ضمن حديث عبد الله بن عمــر (رضي الله تبـارك وتعالي عنهما) الـذى يـروي فيه قـول رسـول الله صلي الله عليه وسلم.
"مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله : لايعلم ما في غدا إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس باي ارض تموت ولا يعلم متي تقوم الساعه إلا الله". (صحيح البخاري: حديث رقم 4697)
جاء في صحيح الإمام البخاري (كتاب التوحيد – رقم 6831 ) بسنده : حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله لايعلم ما تغيض الارحام إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله لا يعلم ما تغيض الارحام إلا الله ولاتدري نفس بأي ارض تموت إلا الله ولا يعلم متي تقوم الساعة إلا الله.
وجاء ايضاً في مسند الإمام أحمد (حديث رقم 3477) بسنده: حدثنا يحيي عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عبد الله بن سلمة قال: عبد الله : " اوتي نبيكم مفاتيح كل شئ غير خمس إن الله عنده علم الساعة ينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
(وحديث رقم 4536) بسند آخر: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
إخرج البخاري في صحيحة (كتاب تفسير القرآن حديث رقم 4328) بسنده: حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " مفاتح الغيب خمس لايعلمها إلا الله لايعلم مافي غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولايعلم متي تقوم الساعة إلا الله ".
التعليق علي الحديث:
هذه القضايا الخمس من قضايا الغيب تحتاج إلي مجلدات للتعليق علي حقيقة غيبتها غيبة مطلقة لايعلمها إلا الله (سبحانه وتعالي)، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي القضية الثالثة: "..... ولايعلم متي يأتي المطر احد إلا الله... "
وذلك لأن المطر من الرزق، والرزق لايهبه إلا الله، وقد يكون – أحيانا – من صور العذاب، ولا ينزل العذاب إلا الله، ولأن نزول المطر عملية معقدة للغاية، يدخل في تحقيقها من العوامل مالا يمكن لمخلوق أن يتحكم فيها، ويتم بواسطة العديد من التفاعلات الطبيعية والكيميائية غير المعروفة بالكامل من بينها تصريف الرياح، وتبخير الماء من الأوساط المائيه، وتجميع بخار الماء المنطلق من جميع الأنشطة الحياتية، ونقله بواسطه الرياح التي تثير السحاب، وتؤلف بينه وتبسطه في السماء، أو تركمه إلي أعلي نطاق الرجع من الغلاف الغازي، وتستمر في تلقيحة بمزيد من بخار الماء الذى يثريه، وبهباءات الغبار وتستمر في تلقيحه بمزيد من بخار الماء الذى يثريه، وبهباءات الغبار التي تعمل كنوي للتكثيف في داخلة فتعمل علي نموقطيرات الماء حتي تصل إلي الحجم المناسب لهطول المطر او البرد او الثلج، كل ذلك والسحاب في حركة دائبة فلا يعلم اين ينزل مطره، ولا كم المطر النازل، ولا متي ينزل هذا المطر إلا الله.
ومن العوامل المتحكمة في هذه العملية المعقدة، كم ونوع الشحنات الكهربية في السحابة الواحدة، وفي السحب المتصادمة، وأثر الرياح الشمسية علي أجواء الأرض، وغير ذلك من العوامل المعروفة وغير المعروفة لنا...!
أضف إلي ذلك أن السحب لا تحمل في أي وقت من الأوقات أكثر من 2% من بخار الماء الموجود في الغلاف الغازي للأرض، والمقدر بحوالي 15000 كيلو متراً مكعباً، ويوجد الماء فيها علي هيئة قطيرات متناهية الضآلة في الحجم لاتكاد تتعدي الواحد من الف من المليمتر في اطوال اقطارها، وتلتصق هذه القطيرات الدقيقة بجزيئات الهواء للزوجتها العالية، ولذلك فهي لا تسقط مطرا إلا إذا تم تلقيحها بمزيد من بخار الماء أو بهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الأرض فتعين علي إنزال الماء منها بإذن الله، وقد يتم ذلك بامتزاج السحب (أي التأليف بينها ) مع اختلافها في درجات الحرارة، والرطوبه، والشحنات الكهربية وغيرها من الصفات.
ومن ذلك يتضح أن إنزال المطر هو في حقيقته سر من أسرار الكون لا يعلمة ولا يرتبه إلا الله، وإن جاهد العلماء جهاداً مضنياً في محاولة فهم كيفية تكون ونزول المطر من السحب المختلفة المحملة ببخار الماء وقطيراته وهي عملية خارجة تماما عن طاقة القدرة الإنسانية مهما تطورت معارف الإنسان، وأرتقت تقنياته.
ويؤكد ذلك أن كل محاولات استمطار السحاب برشه بعدد من المركبات الكيميائية التي لها قابلية شديدة للماء مع نجاحها إلا أنهم لم يستطيعو التحكم في أماكن إمطارها تأكيدا لهذه الحقيقة التي عبر عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم بقول الشريف : " ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله...". علما بأن التنبؤات الجوية بنزول المطر لا تتم إلا قبلها بساعات قليلة، ولا تصدق في كثير من الأحيان.
فسبحان الذى علم خاتم أنبيائه ورسلة هذا العلم اللدني الصحيح وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم الذى تلقاه فوعاه، وصاغة لنا بهذه الدقة العلمية المبهرة ليبقي أبد الدهر فوعاه، وصاغه لنا بهذه الدقة العلمية المبهرة ليبقي أبد الدهر شاهدا له بالنبوة وبالرسالة حتي في زمن الفتن الذى نعيشه.
________________________________________
المراجع
الإعجاز العلمى في السنة النبوية - الجزء الثاني
للدكتور : زغلول النجار - أستاذ علم الأرض و زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم