العنكبوت
The anatomy of a spider
جسم العنكبوت
منظرخارجي من جسم العنكبوت
قد يكون العنكبوت قصيراً وسميناً أو طويلاً ونحيفاً أو مستديراً أو بيضاوياً أو منبسط الشكل. وقد تكون أرجل العناكب قصيرة وغليظة، أو طويلة ونحيفة. ولكن معظم العناكب بُنِّية أو رمادية أو سوداء اللون إلا أن بعضها ملون بشكل مثير كالفراشات الجميلة. وكثير من العناكب صغير الجسم لا يُمكن تمييز لونه إلا باستخدام المجهر.
وليس للعناكب عظام وإنما زودها الله بجلد صلب يقوم مقام هيكل خارجي واق. ويغطي أجسام العناكب الشعر والهدب والأشواك. ويتكون جسم العنكبوت من جزءين أساسيين:
1- رأس صدري مكون من الرأس الملتحم مع الصدر.
2- كل من الجزءين له زوائد. ويرتبط الرأس الصدري مع البطن بخاصرة دقيقة تُسمَّى السويقة.
وجوه العناكب
العيون.
توجد عيون العنكبوت في الجزء العلوي من الرأس. ويتفاوت حجم، وعدد وموقع العيون في العناكب من نوع لآخر.
ولمعظم الأنواع ثماني عيون تنتظم في صفين في كل منهما أربع عيون.
وتوجد أنواع أخرى من العناكب لها عينان أو أربع أو ست عيون.
وتتمتع بعض أنواع العناكب بنظر أقوى من نَظَر أنواع أخرى. فعلى سبيل المثال، نظر العناكب الصيادة جيد للمسافات القصيرة مما يساعدها على تكوين صورة لفرائسها ورفاقها بينما نظر العناكب ناسجة الشراك ضعيف.
ولاتملك بعض أنواع العناكب عيونًا على الإطلاق، خاصة تلك التي تعيش في الكهوف، والأماكن المظلمة.
الفم.
توجد فتحة الفم تحت العيون. ولاتمتلك العناكب أجزاء فم ماضغة بل تتغذى بالسوائل فقط.
وتُشكل الزوائد المتعددة التي توجد حول الفم ماصة قصيرة، يستطيع العنكبوت من خلالها امتصاص سوائل جسم ضحيته.
يستطيع العنكبوت أن يأكل جزءاً صلباً في عملية هضم أولية حيث يقوم العنكبوت بنثر عصارة هاضمة على نسيج الفريسة فتعمل على إذابته.
وبهذه الطريقة تستطيع عناكب الرتيلاء الكبيرة أن تحول جسم فأرٍ إلى كومة صغيرة من الشعر والعظام خلال 36 ساعة.
القرون الكُلاَّبية
. زوج من الزوائد يستخدمها العنكبوت في الإمساك بالفريسة، ثم يقوم بقتلها.
وتوجد القرون الكُلابية أعلى فتحة الفم وتحت العيون مباشرة، وينتهي كل قرن كلابي بمخلب حاد أجوف صلب ومدبب بمثابة الأنياب للعنكبوت.
وتوجد فتحة على رأس كل ناب ترتبط بغدد السم.
وعندما يلدغ العنكبوت الحشرة بالقرون الكُلابية، ينساب السم من الأنياب فيشلُّها أو يقتلها.
تتجه أنياب عناكب الرتيلاء إلى أسفل وبشكل مستقيم من الرأس بينما توجد غدد السم داخل القرون الكُلابية.
أمَّا في العناكب الحقيقية فتتقاطع الأنياب في اتجاهها، وتوجد غدد السم داخل الرأس الصدري. وتسحق العناكب الفريسة بوساطة القرون الكلابية، وقد تستخدم بعض الأنواع قرونها الكلابية في حفر المخابيء في الأرض كبيوت لها.
الأرجل الملمسية.
زوج من الزوائد يشبه الأرجل الصغيرة، وتتصل كل واحدة منها بأحد طرفي الفم لتكوين حواف الفم. وتتكون كل رجل ملمسية من ستة مفاصل وفي كثير من أنواع العناكب يحمل المفصل القريب من الجسم صفيحة حادة لها أطراف مسننة يستخدمها العنكبوت في تقطيع وسحق الغذاء. ويحمل المفصل الأخير من كل رجل ملمسية للعنكبوت الذكر عضواً تناسلياً.
أقدام العنكبوت
الأرجل. للعنكبوت أربعة أزواج من الأرجل متصلة مع الرأس الصدري وتتكون كل رجل من سبعة مفاصل، وتنتهي المفصل الأخير في كثير من العناكب بمخلبين أو ثلاثة تحيط بها وسادة من الشَّعر تُسمى المقشة الشعرية الصغيرة وهي تساعد العنكبوت على التعلق بالأسطح الناعمة، وعلى المشي على الأسقف والجدران. ويغطي كل رجل شعيرات حساسة يستخدمها في اللمس أو الشم، يقوم بعضها بالتقاط ذبذبات من الأرض، أو من الهواء، أو من أرجل العنكبوت، بينما تقوم أخرى بالتعرف على المواد الكيميائية الموجودة في الوسط الموجود به العنكبوت.
وأثناء مشي العنكبوت تتحرك ـ معاً ـ الرِجْلان الأولى والثالثة من جهة والرِجلان الثانية والرابعة من الجهة الأخرى. وتساعد عضلات الأرجل على ثني المفاصل، ولكن لاتوجد به العضلات التي تساعد على مد الأرجل إلا أن ذلك يتم بوساطة ضغط الدم في الجسم الذي يساعد على مدها.
وإذا لم يحصل جسم العنكبوت على كفايته من السوائل، ينخفض ضغطه، ومن ثم تطوى الأرجل تحت الجسم، ولا يستطيع الحيوان معها الحركة.
الغازلات.
أعضاء قصيرة تشبه الأصابع توجد في مؤخرة البطن، يستخدمها العنكبوت في غزل خيوطه. وقد يبلغ عدد الغازلات ستًا في معظم العناكب، ولكن قد يبلغ في بعضها الآخر أربعًا أو اثنتين. وتعرف قمة كل غازلة بحقل الغزل وهذه القمة مغطاة بعدد كبير من أنابيب الغزل التي قد تصل إلى المائة. وينساب سائل الحرير إلى الخارج من خلال هذه الأنابيب، من غدد الحرير الموجودة في بطن العنكبوت. وبالخارج يَتصلَّبُ الحريرُ مكوِّناً خيوط العنكبوت.
الجهاز التنفسي.
لمجموعة العناكب نوعان من أعضاء التنفس هما: القصبات الهوائية، والرئات الكتابية.
توجد القصبات الهوائية في معظم أنواع العناكب الحقيقية. وهي أنابيب صغيرة تحمل الهواء ـ مباشرة ـ إلى أنسجة الجسم. ويدخل الهواء إلى هذه الأنابيب من خلال ثغور التنفس وهي فتحات توجد أمام الغازلات في معظم أنواع العناكب الحقيقية.
وتوجد الرئات الكتابية في تجاويف بطن العنكبوت، حيث يدخل الهواء إلى هذه التجاويف خلال شق صغير على كل جانب بالقرب من مقدمة البطن. وتتكون كل رئة كتابية مما يقرب من 15 أو يزيد من الثَّنيات الرقيقة المنبسطة، مرتبة كصفحات الكتاب. وتحتوي أنسجة الرئة الكتابية على كثير من الأوعية الدموية التي تلتقط الأكسجين الداخل إلى صفائح الرئة الكتابية. وللرتيلاء زوجان من الرئات الكتابية بينما تمتلك معظم العناكب الحقيقية زوجاً واحداً فقط.
الجهاز الدوري.
يحتوي دم العنكبوت، ذو اللون الأزرق، على عدد كبير من خلايا الدم ذات اللون الفاتح. ويضخ القلب، وهو أنبوب أسطواني طويل موجود في الناحية الظهرية من البطن، الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ليعود إلى القلب مرة أخرى من خلال ممرات مفتوحة بدلاً من الأوعية المغلقة، كتلك الموجودة في الإنسان. وينساب الدم بسرعة من جسم العنكبوت إذا حدث أي جرح في جلده.
الجهاز الهضمي.
تمتد القناة الهضمية على امتداد جسم العنكبوت، حيث يتضخم هذا الأنبوب في منطقة الرأس الصدري مكوناً معدة ماصة. وعندما تنقبض عضلات تلك المعدة القوية تتسع المعدة محدثة نوعاً من الشفط يعمل على سحب الغذاء من خلال المعدة إلى الأمعاء. وتقوم العصارة الهاضمة في القناة الهضمية بتفتيت الغذاء السائل إلى جسيمات صغيرة يمكن مرورها خلال جدار الأمعاء إلى الدم ومن ثم يُوَزَّعُ الغذاء إلى جميع أجزاء الجسم. ثم يُسحبُ الغذاء عبر جدار المعدة إلى تجويف شبيه بالأصبع يُسمَّى الردوب المعوية. وبإمكان العنكبوت العيش لفترات طويلة بدون غذاء، اعتماداً على الغذاء الذي يختزنه في الردوب المعوية.
الجهاز العصبي.
يوجد الجهاز العصبي المركزي للعنكبوت بمنطقة الرأس الصدري الذي يتكون من دماغ يتصل بمجموعة مكبرة من الخلايا العصبية تُسمى العقدة العصبية. وتمتد من الدماغ، والعقدة العصبية ألياف عصبية تتخلل جسم العنكبوت بالكامل حيث تحمل الألياف العصبية المعلومات إلى الدماغ من أعضاء الحس الموجودة في كل من الرأس والأرجل وأجزاء الجسم الأخرى. كذلك يرسل الدماغ عبر الألياف العصبية إشارات عصبية لتنظيم أنشطة الجسم المختلفة.
خيوط العنكبوت الحريرية
كثير من أنواع العناكب يغزل حِزَماً من الخيوط الحريرية ليربط بها الحشرات التي يمسك بها في نسيجه.
ويختزن عنكبوت الحديقة ذو اللونين الأسود والأصفر هذه الحشرة الملفوفة بخيوط حريرية على نسيجه لحين التهامها.
خيوط الحرير اللَّزجة تشبه العقود المحببة.
وتمسك هذه الخيوط بالحشرات التي تلتصق بها. ويُحول الزيت الموجود على جسم العنكبوت دون التصاق الخيوط اللزجة به.
أعشاش العناكب غازلة النسيج الدائري تصنع من ورقة نبات مطوية ومبطَّنة بنسيج حريري، ويختبئ العنكبوت داخل ذلك العش، وهو مُمِسكُ بخيط شركي متصل بنسيجه.
كيف تصنع العناكب الخيوط الحريرية. تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. ويوجد في العناكب سبعة أنواع من غدد الحرير، وعادة لايحتوي نوع واحد من العناكب على كل الأنواع السبعة مجتمعة. ويوجد في كل نوع من العناكب ـ على الأقل ـ ثلاثة أنواع من غدد الحرير، ولمعظم العناكب خمسة أنواع. وكل نوع من هذه الغدد ينتج نوعاً مختلفًا من الحرير. كما تنتج بعض غدد الحرير مادةً سائلة تتحول إلى مادة صلبة خارج الجسم، بينما ينتج بعضها حريرًا لاصقاً يبقى كذلك دون تغيير. ولايذوب حرير العنكبوت بالماء، وهو يعد من أقوى أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وتعمل الغازلات التي تنسج الحرير، بطريقة تشبه عمل أصابع اليد ويستطيع العنكبوت إخراج وإدخال كل الغازلات وباستطاعته أيضًا أن يجمعها معاً. وبسبب امتلاك العنكبوت لغازلات مختلفة، فإنّ بإمكانه أن يجمع الحرير من الغدد المختلفة، وأن يصنع منها خيوطاً رفيعةً جداً، أو حزمة عريضةً وسميكة.
وبإمكان بعض أنواع العناكب غزل خيوط لزجة تشبه العقد المحبب حيث يقوم العنكبوت بنشر خيط جاف مُغطى بحرير لاصق بكميات كبيرة، ثم يطلقه بسرعة هائلة وهذه العملية تمكِّن الحرير اللاصق من تشكيل مجموعة من حبيبات دقيقة على طول الخيط. ويستخدم العنكبوت الخيوط المحببة في نسيج شراكه من أجل الإمساك بالحشرات الطائرة والقافزة.
ولبعض أنواع العناكب أعضاء غازلة أخرى تدعى الغريبلات وهي صفائح بيضية تستلقي بصورة مسطحة تقريًبا على منطقة البطن أمام الغازلات. وتمر عبرها مئات من الأنابيب الغازلة التي تنتج خيوط حرير دقيقة لزجة.
ويوجد لدى العناكب التي تمتلك غريبلات، صفٌ خاص من الشعيرات المقوَّسة يُدعى المشط الريشي على أرجلها الخلفية، يستعمله العنكبوت لغزل حرير جاف من الغازلات مع حرير لزج من الفريبل، مكوناً شريطاً منبسطاً من هذه الخيوط مجتمعة، يُسمى الحزمة الممشطة وتستعمل تلك العناكب الحزَمُ الممشطة في نسيجها مع ماتغزله من حرير آخر.
كيف تستعمل العناكب الخيوطَ الحريرية. تعتمد جميع العناكب ـ بما فيها تلك التي لاتغزل نسيجًا ـ على خيوط الحرير بطرق كثيرة، بحيث يتعذر أن تعيش بدونها. وحيثما يذهب العنكبوت فإنه يغزل خيطاً من الحرير يُسمَّى خيط الجذب. ويسمى خيط الجذب هذا أيضًا خيط الحياة، وذلك لأنه يستعمله ـ غالباً ـ في الهروب من الأعداء.
وإذا أحس العنكبوت بخطر يهدد نسيجه فإنه يهرب من النسيج بوساطة خيط الجذب ليختبئ بين الأعشاب، أو يبقى متعلقاً به في الهواء حتى يزول الخطر ثم يعود مرة أخرى إلى نسيجه عبر خيط الجذب.
وتستخدم العناكب الصيادة خيوط جذبها، لتتأرجح بها للوصول إلى الأرض من الأماكن العالية، وتستعمل أيضاً الحرير لغزل كتل صغير ة من الخيوط اللزجة تسمى أقراص الالتصاق تستعملها لتثبيت خيوط جذبها ونسيجها على العديد من الأسطح، وتبني أنواعٌ كثيرة من العناكب أعشاشاً من خيوط الحرير كمساكن لها، حيث يُبَطنُ بعضاً منها ورقة ُ نبات ملفوفةٌ بالحرير، ليجعل منها عُشًا له، بينما يحفر بعض منها جحورًا في الأرض يبطنها بالحرير، وتبني أنواعٌ أخرى أعشاشاً في وسط نسيجها.
يقوم كثير من العناكب غازلة النسيج بغزل حزم لزجة أو صفائح عريضة من خيوط الحرير أثناء الإمساك بالفريسة، بينما تحيط العناكب غازلة النسيج الدائري ضحاياها، بصفائح من الخيوط الحريرية، وكأنها مومياوات بحيث لاتستطيع الإفلات أبداً.
وتغلف معظم إناث العناكب بيضها بما يُسمى كيس البيض الذي يُصنَّع من نوعٍ خاصٍ من خيوط الحرير.
العناكب الصيادة
صغار العناكب تنتقل بطريقة القفز. تركب صغارُ عنكبوت الذئب على ظهور الأمهات بينما تنتقل صغار العناكب القافزة بالحركة البالونية حيث تقوم برفع بطنها فيعمل الهواء على رفع خيوط الحرير من غازلاتها على الهواء وبذلك يدفع معه العنكبوت الصغير في الهواء.
تتسلل العناكب الصيادة إلى فرائسها، أو تختبئ مترصدّة لها حتى تُباغتها بالانقضاض عليها. ولبعض أنواع العناكب الصيادة، مثل العنكبوت القافز والعنكبوت الذئب، عيونٌ واسعةٌ تستطيع بها رؤية الفريسة من على مسافة بعيدة، لكن بعض العناكب الصيادة الأخرى مثل، عناكب المياه، والرتيلاء، وعناكب السرطان ذات عيون صغيرة. وتساعد القرون الكُلابية القوية العناكب الصيادة في التغلب على الفريسة. كما يقوم بعض العناكب الصيادة بنسج نسيج رفيع يبسطه على الأرض لتصطاد به الحشرات. وتُدرج كل هذه الأنواع ضمن مجموعة العناكب الصيادة، لأنها تلاحق الحشرات التي تهبط على نسيجها.
العناكب القافزة. تتسلل ثم تنقض على فرائسها. ولهذه العناكب أرجلٌ صغيرةٌ، ولكنها تستطيع القفز بما يزيد على طول جسمها ما يقرب من 40 مرة. وتتصف هذه العناكب بأنها من أجمل العناكب ألواناً على الإطلاق، حيث يغطيها شعر كثيف متعدد الألوان. ولمعظم ذكور العناكب الصيادة كتل من الشعر ذي الألوان الفاقعة على زوج الأرجل الأمامي.
عناكب الماء تعيش تحت الماء في أعشاش حريرية محكمة الإغلاق، وتتغذى وتنسلخ وتتزاوج وتربي صغارها بداخل تلك الأعشاش.
كثير من الرتيلاء يحفر مخابئ داخل الأرض ويتخذها أعشاشًا له. وفي هذه الصورة يظهر ذكر رتيلاء من الولايات المتحدة بنصف حجمه الحقيقي.
عناكب الماء. هي العناكب الوحيدة التي تقضي معظم حياتها تحت الماء. وتتنفس هذه العناكب من خلال فقاعات الهواء التي تمسك بها وتكون قريبة منها. وعش عنكبوت الماء الغاطس نسيج حريري يشبه الجرس الصغير، يقوم العنكبوت بملئه، بفقاعات من الهواء تعمل على خروج الماء من العش بالتدريج. ويمكن للحيوان استعمال ذلك الهواء لعدة شهور. وتوجد عناكب الماء في قارة أوروبا، وفي بعض أجزاء من قارة آسيا
عناكب الرتيلاء.
تُعدُّ من أضخم العناكب في العالم. وتعيش معظم أنواعها في أدغال أمريكا الجنوبية، إضافة إلى وجود عدد كبير من أنواع الرتيلاء في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة. ويحفر عدد كبير من أنواع الرتيلاء حفراً بالأرض ويتخذها أعشاشًا يغطيها بباب على هيئة مصيدة ولذلك تُسمى عناكب الباب المسحور. انظر: عنكبوت الباب المسحور.
وتقوم رتيلاء كاليفورنيا ببناء بروج صغيرة من أعشاب وأغصان على مداخل مخابئها. ويجلس العنكبوت على قمة البرج يراقب الحشرات التي تتحرك في العشب بالقرب منه. ويعيش عدد قليل من الرتيلاء على الأشجار. انظر: الحيوان؛ الرتيلاء.
أنثى أحد العناكب السماكة تحرس كيس البيض بعد أن تغلفه بنسيج حضَّانة خاص.
العناكب السماكة تعيش بالقرب من المياه، وتقوم باصطياد الحشرات المائية، والأسماك الصغيرة، وأفراخ الضفدع. ولهذه العناكب أجسام كبيرة، وأرجل طويلة رفيعة، وتستطيع أن تمشي على الماء دون أن تغرق، بسبب خفة وزنها. وتستطيع هذه العناكب الغوص تحت الماء ـ أيضًا ـ لفترات قصيرة. وتُعرف بعض أنواع العناكب السماكة باسم العناكب غازلة نسيج الحضَّانة لأن الإناث تغزل نسيجا خاصاً بصغارها.
عناكب السرطان.
لها أجسام عريضة قصيرة تشبه السرطانات، وتستطيع أن تتحرك إلى الخلف والجوانب بسهولة كما تفعل السرطانات. وتختبئ بعض أنواع عناكب السرطان ـ الزاهية الألوان ـ داخل الأزهار، لاصطياد النحل والفراشات. ويستطيع قليل من أنواع عناكب السرطان التنكر من خلال تغيير ألوان أجسامها، بحيث يتلاءم مع لون الأزهار.
عناكب الذئب.
عناكب شائعة وصيادة ماهرة، ولدى العديد من أنواعها أجسام ضخمة مشعرة، وتجري بسرعة بحثاً عن الطعام. لكن بعضها يشبه العناكب الأخرى في الشكل، والعادات. فمثلاً تبني بعض عناكب الذئب مساكنها قرب الماء. وهي شبيهة بالعناكب السمَّاكة من حيث الشكل والعادات، بينما تعيش أنواع أخرى في مخابئ في الأرض، أو تغزل أنسجة شبيهة بالقُمع
العناكب النساجة
تعيش العناكب النسَّاجة ـ مثلها مثل العناكـب الصيـادة ـ في الكهوف وعلى الأعشاب والأشجار والشجيرات. ولاتستطيع هذه العناكب الحصول على غذائها عن طريق الصيد، بسبب ضعف نظرها ولذا فهي تلجأ إلى غزل أنسجة لاصطياد الحشرات. وهي لاتمسك بوساطة نسيجها مثل فرائسها لأنها حين سيرها عبر النسيج تمسك خيوطه بوساطة مخلب معقوف خاص يوجد على كل رجل من أرجلها.
عناكب الحديقة السوداء والصفراء تغزل نسيجًا دائريًا كبيرًا ربما يغطي مسافة قطرها 60سم حيث يغزل العنكبوت حزمة متعرجة من الحرير من منتصف الشرك.
العناكب غازلة الأنسجة المتداخلة تغزل أنسجة مكوَّنة من خيوط عديدة مبعثرة تلتصق بدعامة مثل، ركنٍ من أركان السقف مثلاً.
تغزل عناكب القبو أنسجة متداخلة في المباني المظلمة المهجورة، وأحد تلك العناكب له أرجل طويلة، ورقيقة يصل طولها إلى أكثر من 5سم. وتغزل العناكب مشطية الأقدام أنسجة متداخلة ذات جزء وسطي منبسط متماسك الحياكة، يستخدم مصيدة للحشرات ومخبأ للعنكبوت. وقد اكتسبت هذه العناكب اسمها من المشط الشعري الموجود في الزوج الرابع من أرجلها، والذي تستعمله في قذف الحرير السائل نحو الحشرات للإمساك بها. ويتبع هذه المجموعة كلٌ من عنكبوت الأرملة السوداء، والعنكبوت ذو الظهر الأحمر الأسترالي. وتغزل بعض العناكب أنسجة متداخلة تحتوي على حزم ممشطة من الحرير الجاف واللزج، ومنها عنكبوت وجه الغول اللاصق والذي ينسج نسيجاً مكوناً ـ بشكل أساسي ـ من الحزم الممشطة، ويبلغ حجمه ـ تقريبًا ـ حجم طابع البريد. ويغزل هذا العنكبوت هيكلاً من الحرير الجاف لتثبيت النسيج اللزج في مكانه، ويتدلى هو بالمقلوب، ممسكاً بالنسيج اللزج بأرجله الأربع الأمامية. وعندما تزحف حشرة، أو تطير بالقرب منه، يقوم بمد النسيج اللزج، لمسافة تعادل أضعاف طوله، ثم يقذفه فوق الحشرة.
العناكب ذات البيوت القمعية. تعيش هذه العناكب في أنسجة كبيرة، تنسجها على الأعشاب الطويلة، أو تحت الصخور، أو تحت جذوع الأشجار الملقاة على الأرض. ويُنْسج أسفل النسيج على هيئة قُمع، ويُعدُّ بمثابة مخبأ على هيئة ملاءة حرير كبيرة منشورة على الأعشاب أو التربة. وعندما تحطُ حشرةٌ ما على الملاءة، يخرج العنكبوت بسرعة من الجزء القُمعي لينقض عليها.
التفكك الأسري في بيت العنكبوت ... !
قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
(العنكبوت:41) لقد شبه الله سبحانه وتعالى الكافرين و أليائهم الذي اتخذوهم من دون الله تعالى أنصاراً يرجون نصرتهم كمثل حال العنكبوت التي اتخذت بيتاً مكون من زوج و أولاد .
فقد كشف العلم الحديث أن العنكبوت الأنثى بعدما تنشأ البيت الذي تساكن فيه الذكر تجبر العنكبوت الذكر على النكاح من أجل الحصول على الحيوانات المنوية و و تقوم بإستنزاف قواه إلى آخر رمق و عندما تحصل على حاجتها منه و تتيقن أنه أصبح لا يستطيع أن يبذل المزيد و أصبح عبئً على العنكبوت الأنثى تطيح برأس زوجها الذي ساكنها في هذا البيت و تأكله كما أن العناكب الصغيرة تغادر البيت في سن مبكرة فراراً من أمهم التي ربما تأكلها إن جاعت فعلاقة العنكبوت الأنثى و العنكبوت الذكر هي علاقة مصلحة تنتهي بانتهائها فالوهن الذي أشار إليه القرآن الكريم في بيت العنكبوت هو وهن اجتماعي لا مادي و ذلك بعد ما كشف العلم الحديث أن خيط العنكبوت أشد متانة من الفولاذ .
و إذا كانت هذه الخيوط تبدو ضعيفة واهية تمزقها هبة ريح ، إلا أن الدراسات أوضحت أنها على درجة عالية من المتانة و الشدة و المرونة ، ومن المعروف أن هذا النوع من خيوط العنكبوت يعد أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فسيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة.
و لقد قام العلماء بإنتاج مادة يشبه تركيبها خيط العنكبوت وهي تسمى بالكافلر حيث يستعملونه في صنع القمصان الواقية من الرصاص .
وأنثى العنكبوت هي التي تقوم بنسج الخيط، عن طريق آلية هندسية تعتبر معجزة إلهية في حد ذاتها، فخيط العنكبوت الضئيل الذي يظهر أمام العين المجردة مصنوع بالطريقة نفسها التي يصنع بها الكوابل شديدة الصلابة؛ حيث يتكون الخيط المفرد من عدة خيوط متناهية في الصغر ملتفة حول بعضها، وقد يبلغ سمك الخيط الواحد منها 1 من مليون من البوصة، تنتجه غدد أنثى العنكبوت من خلال ثلاثة مغازل خاصة موجودة أسفل البطن، ويوجد قرب كل مغزل فتحات لغدة صغيرة تخرج منها المادة التي تكون الخيوط الحريرية، وهي مادة معظمها من البروتين و قد يصل عدد هذه الغدد إلى 600 غدة .
وأثناء هندسة النسيج، تقوم العنكبوت بجمع الخيوط الناتجة من ثلاثة مغازل معا لتكوين خصلة قوية ومتينة، وتغزل العناكب التي تعيش خارج المنزل نسيجا معروفا باسم الفلك نسبة إلى شكله الدائري، وهو قطعة هندسية رائعة من الخطوط المتناسقة التي تتلألأ بشكل بهي تحت أشعة الضوء في مطلع الفجر..
و لقد و توصل العلم الحديث إلى وصف أكثر من 35000 نوع من العناكب المختلفة الأحجام و الأشكال و الألوان و الطبائع و الغرائز ، و يعتبر عنكبوت المنزل المعروف أقل هذه الأنواع ابتكاراً و تفنناً في صنع نسيجه .
و من دراسة حياة العناكب لاحظ العلماء أن بيت العنكبوت له شكل هندسي خاص دقيق الصنع ، و مقام في مكان مختار له في الزوايا ، أو بين غصون الأشجار ، و أن كل خيط من الخيوط المبني منها البيت مكون من أربعة خيوط أدق منه ، و يخرج كل خيط من الخيوط الأربعة من قناة خاصة في جسم العنكبوت و خيوط العنكبوت حريرية رفيعة جداً، حتى أن سمك شعرة واحدة من رأس الإنسان يزيد عن سمك خيط نسيج العنكبوت بحوالي 400 مرة و لا يقتصر بيت العنكبوت على أنه مأوى يسكن فيه ، بل هو في نفس الوقت مصيدة تقع في بعض حبائلها اللزجة الحشرات الطائرة مثل الذباب و غيرها .. لتكون فريسة يتغذى عليها .
و تدل الدراسات المستفيضة للحشرات على أن بعضها له حياة اجتماعية ذات نظم و مبادئ و قوانين تلتزم بها في إعداد مساكنها و الحصول على أقواتها و الدفاع عن نفسها و التعاون فيما بينها بصورة تدهش العقول و ذلك بإلهام من خلقها الذي يجعلها تبدو و كأنها أمم لها كيان و نظام و عمران .
و من رحمة الله بعباده أن جعل العناكب ، و هي المخلوقات التي يتقزز منها الإنسان ، لا تخلو من فوائد عديدة ، فهي تلتهم الملايين من الحشرات و النباتات الضارة بالصحة ، أي أنها تعمل كمبيدات حشرية حية لدرجة أن أحد علماء الأحياء يؤكد أن نهاية الإنسان تصبح محققة على ظهر الأرض إذا ما تم القضاء على العناكب .
من ناحية أخرى ، تستخدم العناكب في مجالات البحث العلمي لتجريب تأثير بعض المواد المخدرة عليها ، كما أن العناكب من أوائل الكائنات التي وضعت في سفن الفضاء لملاحظة سلوكها و هي تبني شباكها تحت تأثير انعدام الجاذبية في الفضاء الخارجي و تجري حالياً دراسات علمية مكثفة للإفادة من حرير العنكبوت على النطاق التجاري على غرار ما حدث بالنسبة لاستخدام الحرير المنتج بواسطة دودة القز .
و يتجلى الإعجاز العلمي في التعبير القرآني عن الفعل بصيغة المؤنث في كلمة " اتخذت " ، وهي إشارة في غاية الدقة للدلالة على أن الأنثى ـ و ليس الذكر ـ هي التي تقوم بضع نسيج البيت، وكذل الإشارة إلى ظاهرة التفكك الأسري في بيت العنكبوت في أن العنكبوت الأم تقوم بقتل زوجها بعد التلقيح مباشرة و كذلك تهجر صغار العناكب أعشاشها في سن مبكرة ، و هو ما كشف عنه العلم الحديث بالنسبة لغالبية أنواع العنكبوت ، و ما كان لأحد قط أن يفطن إلى هذه الحقيقة وقت نزول القرآن الكريم .