يكُن في قلبك شَوق إِلى أَن تكُون من الكمَّل في شَأن الآخرة مهما كان وضعك وصُورتَك وحالتك ونفسيَّتك; فإن الله سيُيسِر لك بِهذا الشَّوق طريقًا للكمال ولو بَعد حين، وذلك على قَدرِ صٍدقك ومحبتك وشوقَك لِهذا الأمر .
أظهِر لله مِن نفسك مشاعر أنَّك تُحِب أن تكون من الصَّالحين المُتَّقين المُتقربين، وتُبغِض أن تكون ممن أحرَقتهم نار التعلُّق بالدُّنيا، حتَّى ولو كان في قلبك الآن حُب للدُّنيا; فإِنَّ شُعُورك بِأَنَّ هذا التَّعلُق بالدُّنيا لا يُرضِيك، وأَنَّ الكمَال أَن تُحب الآخرة يشكرهُ الله لك ولو بًعد حين.
وليس هذا تألِّيًا على الله; بل هُو سُبحانه قَد أخبر عِبادًه بأنَّه الغفور الشكور، وأَنَّ مِثقال ذرّة من الخير لا تضيع عنده، وحركة قلبك شَوقًا لِأن تكون من الكُمَّل هِي مِن الخَير.
من أحد لقاءات التوحيد