لا أعلم من الرائع الذي كتبه
...................
في صلاة فجر أحد الأيام كنت أستمع لإمامنا وهو يقرأ بنا في الركعة الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ قول الله تعالى:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
حينها وجدت خيالي يسبح في ظلال هذه الآية الكريمة..
يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا، ولكن ياترى هل كان لدينا نور هذه الآية:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة: "منحة ربانية وعطية إلهية "
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
لعل هذا الحبيب الذي فقدناه كان يتربص به شر او تعب لا يستطيع ان يتحمله او فتنة من فتن الدنيا فأراد الله ان يرحمه و اراد به خيرا بسبب دعاء دعا به لنفسه بالخير او احد والديه دعا له ان يصرف عنه الله الشر . فرفعه اليه و كفاه من شرور الدنيا .
تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ، نقول لها:
(لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
لعل بعد الفراق سعادة وهناء، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال..
تلك الأم التي فقدت بر أبنائها، وتألمت لعقوقهم، نقول لها:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام، فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف.
هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب ..
والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم، ولكن ومع ذلك نقول لهم:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم
" حلاوة الأنس به ولذة الانقطاع إليه "
في المستشفيات مرضى طال بهم المقام، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان، فلكل واحد منهم نقول:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن، ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده..
في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى..
ونصوص القرآن تضمنت :
(( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))
[ الشرح: 6 ]
و (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
[ الطلاق: 7 ]
فالله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار، والنظر للحياة من زاوية الأمل، والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق..
من الآيات التي تُعطيكَ أملاً في غدٍ أفضل، قوله تعالى:
" لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً "
فاستبشروا خيرا..
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ...وَفِي الآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ .. ﺑﺒﻌﻮﺿﺔ
إﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ .. ﺑﺎلغرق
إﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﺭﻭﻥ .. ﺑﺎﻟﺨﺴﻒ
إﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ أﺑﺮﻫﺔ .. ﺑﺤﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﺠﻴﻞ
ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﺍلأﺣﺰﺍﺏ .. ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺡ
إﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ أﺗﺎﺗﻮﺭﻙ .. ﺑﺎﻟﻨﻤﻞ ﺍﻷﺣﻤﺮ
إﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﻫﺘﻠﺮ .. ﺑﺎلإﻧﺘﺤﺎﺭ
ينهي الله ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺍلأﺷﻴﺎﺀ ..
ﻓﻼ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻚ ﻛﻴﻒ سينتهي ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻷﻧﻪ سينتهي ﻻمحاله ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺷﻐﻞ ﺑﺎﻟﻚ ﻛﻴﻒ ينتشر ﺍﻟﺤﻖ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻕ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج ..
ربَ سخر لي ولأحبتيّ
من حظوَظ الدنيآ مالآ عين رأت
ولآ أذن سمعت ولآ خطر ˛
على قلب بشر ,
يآرب أسعدني وأسعدھٓم ثم أسعدھٓم حتى تبلغ سعادتنا عنانَ السمآء
منقول