معلمة في احدى المدارس الابتدائية تقول :
دربت مجموعة من الأطفال طوال 3 شهورفي نهاية العام الدراسي، لأداء نشيد أمام أمهاتهن احتفالا.بنهاية العام الدراسي
وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الافتتاح والتخرج
، وبدا النشيد ....، لكن ما عكر ذلك الاستعراض الجميل،
هو أن إحدى الطفلات، تركت الإلتزام مع زميلاتها، وأخذت تحرك يديها وجسمها وأصابعها وملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالفكاهية)،
إلى درجة أنها كادت أن تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.
وتقول المعلمة: حاولت أن أنهرها وأنبهها للانضباط والالتزام بما تدربت عليه دون جدوى إلى درجة أنني من شدة الغضب كدت أسحبها عنوة،
وحاولت كثيرا غير أنني كلما اقتربت منها، راوغتني كالزئبق، وتمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع، وأخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما تفعله هذه البنت ... وكانها طفلة ملبوسة
وقعت عيناي على المديرة التي تصبب وجهها بالعرق من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول: لا بد أن نفصل تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة، لقد جعلت المسرح مكان للضحك والقهقهات والتعليقات المخجلة والانتقادات ايضا ... فما كان منى الا ان اوافقها على ذلك.
غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.او انها طفلة مددلة تعودت على هذه الافعال وسط لا مبالاة الاهل واحيانا تشجيعهم ... وبدات اتحول الى الغضب الشديد من رد فعل الام السخيف هذا .. لكنى تمالكت نفسى حتى ينتهى الحفل
وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوه قائلة لها:
لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟! بعد كل مجهودي معكم ؟ ... لقد افسدتي الحفلة بحركاتك الغبية
فقالت: لأن أمي كانت موجودة ! ...، تعجبت من ردها الوقح ذاك، فنهرتها بقوة وكدت ان ابالغ برد فعلي
وفجاة اصابتني القشعريرة والذهول والوجع والغصة بقلبي و صدمت عندما قالت لي بكل براءة:
*إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم (بالترجمة) لها على طريقة (الصم والبكم)، لكي تعرف كلمات النشيد الجميلة، وأريدها أن تفرح
مثل بقية الأمهات.*
ما أن سمعت تبريرها حتى انهارت وحضنتها وبكيت رغمًا عن أنفي، فاعلنت هذا للامهات جمعيعا مبررة ومعلنة براءة هذه الطفلة
وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى البكاء.
ولكن أحلى ما في الموضوع أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها، ومنحتها لقب: (الطفلة المثالية).
وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس وهي تقفز على قدميها ... سبحان الله
كيف انقلبت القاعة في ثانية من هرج ومرج الى البكاء والندم
العبره
لاتنفعل من بعض المواقف بسرعة
ولا تستعجل في الحكم على الآخرين
ولا تاخذك المظاهر ف ربما تخفي شي اخر
والاهم لا تظنوا بالناس ظن السوء ....
قال تعالى
*( ان بعض الظن اثم) صدق الله العظيم